التنين

من هو التنين في سفر الرؤيا المقدس؟


.اليوم سنتحدث عن رمز جديد من رموز الحكمة التي ذكرها الكتاب المقدس وبينها لنا مسيحنا العائد ، الا وهو " التنين  " المذكور في سفر الرؤيا المقدس والذي اقترن ذكره بالوحش الذي هو الآخر يعتبر رمز حكمة آخر سنؤجل الحديث عنه ولكن ما يعنينا هو التنين الذي ذكر في النص التالي :(وظهرت آية اخرى في السماء ، هو ذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الأرض ، والتنين وقف امام المرأة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت ) رؤ 12 : 3-5 ، طبعاً التنين يمثل هنا بريطانيا العظمى لان شعار بريطانيا كما نعلم هو التنين ، والتيجان والرؤوس والقرون تشير الى المملكة والى رؤسائها او ملوكها عبر التأريخ والى القوة  والعظمة التي اكتسبتها بريطانيا طوال عقود من الزمان حيث كانت هي القوة الاعظم قبل ان يبزغ نجم امريكا وروسيا في القرن المنصرم ، حتى اننا نلاحظ انها لما لاحت بعض العلامات بالتحقق سارعت الى تطويق منطقة الشرق الأوسط حيث تعرف جيدا انه مكان خروج المسيح في المجيء الثاني ، وقد وضعت الكثير من قواتها وسلطانها في البلدان العربية على مدى سنوات واشترت ولاءات الكثير من الحكام والساسة العرب والشرقيين على حد سواء ليس لشيء الا لأجل القضاء على حركة ودعوة المسيح حين تظهر ..وهذا هو المقصود من قول يوحنا (حتى يبتلع ولدها متى ولدت ) اي ان هدفها وكل تفكيرها القضاء على الملك الالهي المرتقب .. المسيح حتى وان كان ولائها لظاهر للمسيح وشعاراتها تهتف للمسيح فان فحوى اعمالها ضد المسيح وضد القديسين  .
واذا عدنا الى تفاصيل الوصف النبوءاتي نجد ان هذا التنين يريد ان يبتلع المرأة وولدها ...السؤال الأول هو من هي هذه المراة التي يستهدفها التنين ولماذا يعمد التنين لهذا الفعل حسب فهم الرموز  ؟
نقول جواباً على هذا الاستفهام ان المرأة وكما قلنا في بحوثنا وبرامجنا المنشورة السابقة  تشير للدعوة الإلهية التي ستتمخض منها ظهور المسيح العائد مخلص الشعوب في المجيء الثاني ، يعني ولدها هنا يرمز للمسيح له المجد ، وبما ان الاحداث المذكورة في كلام يوحنا تخص الازمنة الاخيرة فيفهم ان قضية مهاجمة المرأة وابتلاعها يراد منه حركة المجيء الثاني والحراك العالمي من قبل القوى العظمى المسيطرة على مقاليد الأمور في تلك الحقبة الزمنية تجاه دعوة الحق بعد ان تتيقن تلك القوى ان الذي امامها او الذي برز نجمه هو دعوة المسيح المخلص الذي يريد ان يقلب الامور ويقلب الطاولة على الطغاة فتعمد الى مهاجمة الدعوة بوسائل وطرق عديدة لاجل القضاء على المصلح العالمي قبل ان يستتب له الامر . وبالتالي فان بريطانيا المشار اليها بالتنين كان حراكها السياسي العالمي وحتى العسكري في بداية القرن الماضي كان على مستوى عال من التخطيط والتكتيك بحيث مارست كل السياسات واستخدمت كل الامكانات لكي يضع قواعدها في تلك البلدان اقصد بلدان الشرق الاوسط وساعدتها دول متحالفة اخرى لتحقيق مآربها وتنفيذ مخططاتها على الأرض ونراها طوقت منطقت الشرق الاوسط لانها على يقين بالمكان الذي سيتخرج منه دعوة الحق الدعوة التي ستخرج من رحمها شخصية المسيح العائد الى العالم .
وقد يقول قائل ان المعلوم في الاعلام العالمي وسجلات التأريخ  ان بريطانيا هدفها السيطرة على الشعوب لسلب الخيرات وخصوصاً دول الشرق الأوسط والخليج لاجل النفط او البترول وهذا ما درسناه في تأريخ بريطانيا التي احتلت اجزاء من العالم في القرن الماضي فكيف يتقبل القاريء المثقف لهذه الاطروحة وهذا الطرح الجديد من نوعه على الاسماع ؟....نقول نعم انه من الطبيعي ان لا تصرح دولة عظمى مثل بريطانيا بكل مخططاتها للعالم ، والا فلا يصدق عليها وصف الدول العظمى اذا كانت تفتح كل اوراقها ، وهل تتوقع ان رئيس وزرائها يخرج في الحرب العالمية او ما قبلها فيقول نحن جئنا للعراق والخليج العربي او مصر لاجل البحث عن الدعوة التي ستتمخض عنها شخصية المسيح المخلص لكي نقضي عليه ؟..او يقول اننا جئنا نحقق النبوءات ونكون اول من يقضي على المسيح المخلص في الكتاب المقدسة ؟....يعني هذا كلام لا يصدر حتى من ابسط الناس ثقافة واكثرهم سذاجة لان هنالك سياسات عالمية كما قلنا هنالك بروتوكولات هنالك ومخططات واستتراتيجيات يعلمها فقط من اسس تلك البروتوكولات او المقربين عليهم . ولكن ما موجود على ارض الواقع هو سياساتها الاستعمارية في اضعاف الشعوب التي احتلتها ولكي تكون على علم بكل ما يجري في تلك المنطقة المقدسة من اي تحرك معين للمسيح ابن الانسان الذي يعلمون جيداً انه يخرج من المشرق لانهم يمتلكون العلم بالنصوص المقدسة ويعلمون اين يضعون اقدامهم .
من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: